اعلانات

banner image
banner image

الاكتشاف من الاستصبار وتغيير المسار


فى كتير من الأحيان تكون قاعد فى حالك فى هدوء، مفيش شئ معين على بالك وفجأة - يخطر على ذهنك فى لحظة من الاستبصار أو التجلى - فكرة مباغتة ويكون نتيجتها إنجاز جديد أو انطلاقة لشئ ما!. او بداية لفكرة ممكن تغير حياتك!

هقرب الفكرة ليك بذكر مثال للشاعر ألفريد إدوارد هاوسمان اللى كتب وقال؛ أوقات بخرج من البيت بعد الغداء فى جولة سيراً على الأقدام لمدة ساعة أو اتنين، ومفيش على بالى شئ محدد، براقب الغروب او الطيور. ومرة واحدة بيحصل فى نفسى عاطفة مفاجئة بدون سبب ويخطر على بالى بيت شعر أو اتنين بصحبته الفكرة اللى هيدور حواليها القصيدة الجديدة، وتمر ساعة أو اتنين من الركود المؤقت وبعدين تتدفق زخات جديدة.

لو عملنا رحلة فى الزمن للماضى، وتحديدًا لما كان الشاب نيوتن واقف بينظر من نافذة منزله على حديقته الخلفية وفجأة سقطت تفاحة من الشجرة، ودلوقتى.. نوقف الزمن قبل ما التفاحة تلمس الأرض.. ركز مع نيوتن، حاليًا هو مفيش فى باله شئ.. لكن أول ما التفاحة هتلمس الأرض هيخطر على باله فى ومضة ذهنية فكرة الجاذبية وهيدركها بداخله.. وهيسأل نفسه فوراً؛ ليه التفاحة سقطت بشكل عمودى على الأرض بدون ما تنحرف بل سقطت باتجاه مركز الأرض، وهيستنتج أن فى قوة جاذبة وهيبدأ يصيغها فى معادلات.. مع أنه قبلها بلحظة مكانش على باله شئ!.

نفس الشئ حصل مع أرشميدس لما كان بيستحمى فى أحد الحمامات العامة وأثناء ما كان بيضع رجله فى المغطس لاحظ أن الماء اللى وقع من المغطس مساوى لحجم الجزء اللى أدخله من جسمه فى الماء وأدرك وقتها قانون الكثافة!.

انا عاوز أقول ليك أن لحظة الاستبصار دى حصلت كتير لدرجة أنها غيرت العالم، مش مع نيوتن وأرشميدس بس. بل فى فك شامبليون للكتابة الهيروغليفية.. وفى اكتشاف آينشتاين للنسبية وفى اكتشاف أليك جيفريز للحمض النووى.. وفى كتاب كامل اسمه السرنديبية بيحكى عن الاكتشافات اللى حصلت فى لحظة استبصار وانا هنا مش بكلمك عن اكتشافات عادية.. بل اكتشافات من طراز الكهربائية والكهرومغناطيسية والعناصر الكميائية والجدول الدورى والتطعيمات والمضادات الحيوية وأشعة اكس وحاجة كتير مفاجئة اكتر من كده!.

لحظة الاستبصار مش بتحصل للعلماء مننا فقط بل الرسامين او الشعراء او كتاب الروايات، ومضات الإلهام أو لحظات التجلى دى، بتحصل لينا جميعًا أيًا كان مجالنا وبنمر بيها وممكن حياتك تتغير ١٨٠° بفعل لحظة واحدة أدركت فيها فكرة عظيمة او شئ مشابه.. لكن اللحظة مبتحصلش من عبث أو فراغ.. حسب أبحاث العلماء اللى تقفوا آثار سير العظماء. أكتشفوا أن عقلهم نفسه كان مهيئ للحظة دى.. كان مهيأ ازاى؟ مهيأ من خلال التفكير والعمل والسعى المستمر.

ألكسندر فليمنج مكتشف البنسلين كان شغال قبلها بعشرين سنة فى قسم علم الجراثيم.. فى مقولة بتقول أن العبقرية 1٪ إلهام و99٪ عمل باجتهاد.. داروين فى أواخر حياته أرسل رسالة لأبنه بيقول، فى الليلة الماضية كنت بفكر، أيه اللى بيخلى الشخص يكتشف أشياء غير مكتشفة أو يبدع أشياء جديدة! مع أن فى كتير رجال ونساء أذكى وعباقرة من المكتشفين نفسهم ومع ذلك لا بيكتشفوا أو يبتكروا شئ جديد.. من رأى أن الحيلة بتتمثل فى الدأب على البحث وعن الأسباب والعمل الجاد علشان العقل يكون مستعد استعداد مسبق للنقلة اللى هتغير كل شئ.

عندما يتعلق الأمر بالملاحظة؛ فالصدفة لا تختار إلا العقل المستعد.
لوى باستير.

المصدر : Orion Polaris

الاكتشاف من الاستصبار وتغيير المسار الاكتشاف من الاستصبار وتغيير المسار بواسطة motasemH فى 12:21 م تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.